نبذة عن مؤسسة هيفولوشن الخيرية

أتيحت لي فرصة رائعة لبناء مؤسسة هيفولوشن: وهي مؤسسة رائدة جديدة تصب تركيزها على تحسين مرحلة يمرّ بها كل إنسان ألا وهي الشيخوخة.

مهمتنا هي توجيه الجهود لإطالة العمر الصحي للإنسان أو تمديد فترة تمتعه بصحة جيدة، بالإضافة إلى فهم عمليات التقدم بالسن بشكل أفضل. أن الحقيقة بكل بساطة هي أننا جميعًا نتقدم بالسن؛ ولكن هذه المرحلة تختلف من شخص لآخر.

وبصفتي عالمًا وطبيبًا وإنسانًا، رأيت أن تجربة لشيخوخة والتقدم بالسن لا تشهد تحسنًا كافيًا، وأن عدد الأفراد المصابين بالأمراض المزمنة قد ارتفع، على الرغم من ازدياد متوسط العمر. نعم، نحن نعيش لفترات أطول لكننا لا نعيش بالضرورة بشكل أفضل. ومع نمو سكان العالم، ينمو تعداد كبار السن أيضًا، مما يجعل الأمراض غير المعدية السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم. وعلى هذا النحو، فإن التقدم في السن هو ثاني أكبر تحدي تواجهه البشرية بعد تغير المناخ.

تعتبر مؤسسة هيفولوشن الخيرية أول مؤسسة غير ربحية تسعى إلى تحقيق إنجازات علاجية مرتبطة بالشيخوخة مع الالتزام بتمويل الاكتشافات العلمية العالمية والاستثمار في الشركات الخاصة ودعم رواد الأعمال المتفانين في مجال تطوير العلوم المتعلقة بالشيخوخة. ومن خلال دعم وتحفيز البحوث، يمكننا النهوض بهذا المجال وإبطاء الشيخوخة والحد من عواقبها.

تغيير وجهات النظر المقبولة

حتى الآن، لا ينظر العالم إلى الشيخوخة باعتبارها حالة طبية وعلمية وبيولوجية قابلة للعلاج؛ بل أصبح من المألوف تقبّل فكرة أن الشيخوخة تعني التدهور. إن تغيير هذه النظرة هو فرصتنا لوقف هذه الفكرة السائدة التي تربط التدهور الصحي بالتقدم في السن وتحويلها إلى دافع حقيقي لتوجيه الموارد والمواهب عالمية المستوى بهدف تمديد فترة التمتع بصحة جيدة.

يجب أن ننتقل من التحسين التفاعلي إلى الوقاية الاستباقية؛ ولا يقتصر ذلك على التعاون مع العلماء ورواد الأعمال فحسب، بل يجب أن نعمل يدًا بيد مع مؤسسات القطاعين العام والخاص ومنظماتها في جميع أنحاء العالم. وأخيرًا، يجب توزيع جهودنا عبر المناطق الجغرافية والتخصصات بطريقة عادلة ومسؤولة وقابلة للتطوير.  

بناء محفزات جديدة

بغرض تشجيع أفضل المواهب وألمعها، نحتاج إلى مجموعة حقيقية ومستقلة وعالمية من المحفزات التي من شأنها دعم الباحثين والمؤسسات الأكاديمية والمنظمات المهنية ورواد الأعمال والحكومات. وفي هذا الإطار، تتمثل أعمالنا اليومية في بناء هذه المحفزات وتعزيزها وحمايتها.

دروس مستقاة من جائحة كوفيد

كشفت جائحة فيروس كورونا المستجد أن كبار السن، ولا سيما أولئك الذين يعانون من حالات مزمنة سابقة، هم من بين أكثر الفئات ضعفًا وعرضةً للخطر في المجتمع. من جهة أخرى، فقد برهنت الجائحة على أنه بإمكاننا تحقيق إنجازات طبية كانت تعتبر مستحيلة في يوم ما وذلك من خلال المواءمة وبناء المحفزات.

ولكي ننجح في حشد المواهب، فإننا بحاجة إلى التركيز والانضباط والدعم للمناهج والعلاجات الجديدة.

منظمة عالمية تتسم بالشفافية

أُسست هيفولوشن لجعل هذه الإنجازات الرائعة أمرًا ممكنًا وفي متناول اليد. وبصفتنا منظمة غير ربحية تُكرس جهودها وأعمالها لغايات التعاون وتبادل المعلومات، فإننا نسعى إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على العلم والمعرفة من خلال إقامة الشراكات وتقديم المنح وتنفيذ الاستثمارات في مجال طول العمر.

يتألف فريق الإدارة لدينا من نخبة من العلماء والأطباء وخبراء المنح والمتخصصين في مجال الاستثمار، ويعمل بقيادة مجلس أمناء ولجان استشارية تضم قادة الفكر من جميع أنحاء العالم.

نحن ملتزمون بدعم العلوم المتطورة التي تتم دراستها ومراجعتها من قبل علماء آخرين، ونخصّ بالذكر هنا البحوث التطبيقية التي تركز على تسريع النُّهُج العلاجية للتقدم في السن، بما في ذلك اكتشاف الأدوية وتصنيعها لخدمة علم الأحياء بشكل عام والمجالات التي تدعم الشيخوخة بشكل خاص. نحن قادرون على تمويل العلوم على نطاق أكبر وضمن أفق استثمارية أوسع من رأس المال المغامر التقليدي، كما نعمل بموجب عقلية تجارية مختلفة مقارنة بالبحوث الأكاديمية التقليدية.

تحقيق التوازن في التمويل والنزاهة العلمية والأولويات الإقليمية 

يأتي تمويلنا الأولي من مجموعة متنوعة من الجهات المانحة، بما في ذلك حكومة المملكة العربية السعودية، ونهدف إلى العمل عن كثب مع الكيانات ومراكز البحوث العالمية التي تشترك في المهمة والأهداف ذاتها. نؤمن بأن النجاح العالمي يعتمد على التعاون العالمي وهذا الأخير يكمن في صميم رسالتنا.

هناك أدلة على أن سكان دول مجلس التعاون الخليجي يتقدمون في السن بشكل أسرع بيولوجيًا مما هو عليه زمنيًا؛ فعلى الرغم من أن المنطقة تضم أحد أصغر التركيبات السكانية في العالم، إلا أن سكانها يعانون من معدل وفيات أعلى بسبب الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب والسكري. يتمثل هدفنا في هيفولوشن في تحقيق المساواة فيما يتعلق بطول فترة التمتع بصحة جيدة بحيث يحظى الجميع بفترات متقاربة من العمر الصحي،  وسوف نُكرّس كل ما لدينا من موارد وإمكانات لتحقيق هذا الهدف. وبالنظر إلى تاريخها الطويل في مجال العلوم والطب ووجود مخاطر متعلقة بالسن، تعد هذه المنطقة مرشحًا قويًا لتكون مرحلة الانطلاق للتحول في مجال الصحة في جميع أنحاء العالم.

مستقبل أفضل للشيخوخة 

يمثل اليوم إنجازًا مثيرًا للغاية لفريقنا العالمي، فقد عملوا من غير كلل ولا ملل لإنشاء مؤسسة من شأنها تمكين العلوم والبحوث المتعلقة بالشيخوخة وتحفيزها.

يسعدني أن أقود هذه المؤسسة الرائدة ذات الرؤية المستقبلية القائمة على منح الشيخوخة مستقبلًا أفضل.

الدكتور محمود خان
الرئيس التنفيذي
مؤسسة هيفولوشن الخيرية