المحفّزات

مؤسسة هيفولوشن الخيرية 

تقدیم محفّزات فعّالة لإحداث  تحول على صعید علوم الشیخوخة

تأسّست مؤسسة ھیفولوشن الخیریة لإنجاز رسالة محدّدة وھي: تحسین العمر الصحّي للإنسان وإطالته لمصلحة الجمیع. ونحن ندرك تمامًا صعوبة ھذا الھدف، فنحن لا نواجه تحدیات عِلمیّة فحسب، بل تحدیات أكبر على صعید الصورة الذھنیة والتفكیر الفلسفي، حیث یكمن جوھر ھذا التحدي في منظور المجتمع تجاه الشیخوخة.

لم نتوصّل حتّى الآن إلى فھم الشیخوخة كحالة متجذّرة في علم الأحیاء، حالة من الممكن علاجھا والتعامل معھا. وتُمثّل ھذه النقطة للكثیرین قضیة ثقافیة بقدر ما تُمثل مبحثًا علمیًا بالنسبة لآخرین. غیر أن الأبحاث والبیانات والمعلومات الأخیرة تُشیر إلى أن ھذا المنظور الثقافي والفلسفي تجاه الشیخوخة یُقیّدنا من دون داع، وأن ھناك فرصة والتزامًا لإحداث تحوّل في كیفیة دراستنا للعمر وبالتالي كیفیة تقدّمنا بالعمر.

إلّا أنه عندما یتعلق الأمر بالبحوث التطبیقیة وتطویر أدویة جدیدة، یبوء الأمر دائمًا بالفشل. لذلك، تواجه مؤسسة ھیفولوشن الخیریة تحد كبیر: فمن ناحیة، یجب أن نستكشف طریقة جدیدة للتفكیر في مشكلة قدیمة قائمة منذ بدء البشریة، ومن جھة أخرى، نحتاج إلى مواجھة واقع معدلات النجاح المنخفضة في تطویر العلاجات.

فتُظھر أحدث البیانات أن النسبة الإجمالیة لنجاح دواء أو لقاح معیّن (مُعتمد من ھیئة الغذاء والدواء الأمریكیة أو ھیئة تنظیمیة مُماثلة) تبلغ 13.8% فقط مع مواجھة بعض المجالات العلاجیة الأخرى صعوبة أكبر، إذ یبلغ معدّل نجاح أدویة علاج الأورام على سبیل المثال 3.4% فقط.

وفضلًا عن ھذا الانخفاض الكبیر في معدلات نجاح الأدویة، فإن ھناك مشكلة إضافیّة أكثر إثارةً للقلق: فعلى الرغم من التقدّم التقني الاستثنائي المشھود خلال القرن الماضي، فإن الابتكار الطبّي الناجح یزداد صعوبة ولیس سھولة.

فعلى مر السنین، استطعنا أن نتعامل مع الأعراض الأساسیة للشیخوخة، مثل ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب، عبر وصف فئات شائعة من الأدویة (مثل أدویة الستاتن لخفض معدلات الكولیسترول والمساعدة على الوقایة من النوبات القلبیة والسكتات الدماغیة). وبالمثل، تم التعامل مع مرضى السكري والسرطان بعلاجات خاصّة تزداد فعالیتھا تدریجیًا مع مرور الوقت. لكننا لم ننجح بعد في تحقیق قفزة عظیمة في مجال العلوم الطبیة، على الرغم من التقدّم الھائل في إمكانات الحوسبة وتحلیلات البیانات وعلم الجینوم.

تحقیق تغییر تدریجي في الأبحاث الخاصة بالشیخوخة وآثارھا

على الرغم من زیادة الإنفاق العالمي على قطاع الصحة كنسبة مئویة من الناتج المحلي الإجمالي، وعلى الرغم من السرعة الكبیرة في تطوّر قطاع الصحة مقارنةً بالاقتصاد العالمي، لم یُذكر حتّى الآن أي تحسّن نسبي في معدل الابتكار في ھذا المجال. ففي الواقع، تُظھر الأبحاث أنه منذ عام 1950 قد انخفض عدد الأدویة الجدیدة المُعتمدة لكل ملیار دولار أمریكي یتم إنفاقھا على البحوث والتطویر إلى النصف تقریبًا كل 9 سنوات ، ممّا یُشیر إلى انخفاض الكفاءة بمقدار 80 ضعف خلال ھذه الفترة، وفقًا لمعدلات التضخّم.

نتیجةً لھذا التدھور الكبیر، ظھر مصطلح "قانون إیروم" (Eroom) الذي تم اعتماده من قِبل المحلّلین والباحثین، وھي تھجئة عكسیة لاسم قانون "مور" (Moore) المذكور أعلاه. فبالرغم من توسّع قاعدة المعرفة الطبیة، لم نتمكّن حتّى الآن من تحویل المرئیات والاكتشافات العِلمیّة التي تم التوصّل إلیھا إلى علاجات جدیدة وفعّالة.

تجدر الإشارة إلى أن ھذا التراجع لا یرتبط بقلّة الجھود أو المرئیات أو المعلومات أو الإمكانات من جانب العلماء والمنظمات البحثیة والطبیة في العالم الذین یبذلون كامل جھودھم في ھذا الصدد، لكن علاج حالة مُعقّدة في جسم الإنسان أمرٌ صعب، وتكون معدلات الفشل المرتفعة والمرتبطة بالابتكار الطبي مصحوبة بمجموعة من المخاطر الأخرى على صعیدي الاستثمار والسمعة بشكلٍ عام؛ وینتج عنھا "العائق الاستثماري أمام التطویر" والذي یؤخر التقدم المطلوب.

مواجھة العائق الاستثماري أمام التطویر

قد یشھد الدعم المُقدّم للأعمال الابتكاریة انخفاضاً بسبب سعي الجھات التمویلیة والبحثیة إلى التوصّل إلى نتائج ملموسة وفوریة، وقد تفترض ھیئات التمویل أن المبادرات القریبة جدًا من حد المجازفة الاستثماریة تُمثّل ببساطةٍ إھدارًا للوقت والمال.

نقرّ في مؤسسة ھیفولوشن الخیریة، بأھمیة ھذا العامل الدینامیكي، لكننا نمتلك وجھة نظر مختلفة على ھذا الصعید: نحن نؤمن بتوافر مسار یتّسم بنزاھة عِلمیة عالیة، كما نعتقد أن التحول في منظور المجتمع تجاه الشیخوخة ھو أكثر من مجرد عائد قصیر الأجل على الاستثمار.

لا تتوفّر في الوقت الحالي أي مؤسّسة تملك الموارد اللازمة "لتفادي المخاطر" المُحتملة الناتجة عن التحقیق الطبي في بیولوجیا الشیخوخة أو ضمان نقل المعرفة من المختبر إلى المریض بنجاح.

كما لا یوجد حالیًا أي منظّمة على استعداد لمساعدة العلماء في جمیع أنحاء العالم على التعاون لدراسة الشیخوخة كحالة مُعیّنة. وفي مؤسسة ھیفولوشن الخیریة، تتمثّل رسالتنا الأساسیة في إطالة الحیاة الصحیة للإنسان، بحیث نوّفر فرص متساویة للجمیع للحصول على العلاجات التي تساعدھم أن ینعموا بحیاة صحیة لفترة أطول، ونحن نمتلك الاستراتیجیة والموارد المناسبة التي تُمكّننا من تحقیق ذلك.

المراحل الثلاث لإحداث التحوّل المطلوب على مستوى علوم الشیخوخة

أولًا، تتطلّب ھذه العملیة كفاءات علمیة متمیزة لتحدید وتعزیز مسار البحث العلمي والابتكاري بالشكل المطلوب.

ثانیًا، نحتاج إلى مزیج من المِنَح ورأس المال الاستثماري، لنقل الفرضیّات التي یتم التوصّل إلیھا إلى مرحلة التجارب والاختبارات.

أمّا المتطلب الثالث فھو الشجاعة. فإن أكثر الانجازات البشریة تمیّزًا نتجت عن الشجاعة لطرح أسئلة بسیطة مُخالفة للأعراف والتقالید. فمجموعة البحوث العلمیّة المعنیّة بالشیخوخة، و المُتمثّلة في البیولوجیا المُعقّدة للشیخوخة ونظام تعدد الخلایا والتمییز الواضح بین العمر الزمني والبیولوجي والعلاقة الوثیقة بین المرض وعمر الإنسان، تقودنا نحو سؤال واحد، بسیط ومُربك في آنٍ واحد: ھل تُعد الشیخوخة مرض قابل للعلاج؟

لطالما كان مجرد طرح ھذا السؤال یُمثّل مجازفة، لكن، ما لم نطرح ھذا السؤال، فإننا نقبل بالشیخوخة وما یرتبط بھا من عوامل موھنة ومُقیّدة كأمر حتمي.

آلية التغيير

لا یمكننا أن نغیّر العملیات التي یتم من خلالھا إطلاق الاكتشافات العلمیة وتعزیزھا وتسویقھا واعتمادھا، ما لم نغیّر الآلیات التي تؤثر على ھذه العملیات.

لتحقیق ھذا التغییر المنشود، نحتاج إلى منظمة تغطّي ثلاثة أدوار رئیسیة كجھة استثماریة وبحثیة ومانحة، بھدف النجاح في تطویر فئة جدیدة من المعرفة العِلمیّة للبشریة. وعلیه، تم تأسیس مؤسسة ھیفولوشن الخیریة لتغطّي ھذه الأدوار المختلفة.

وبالرغم من أن النظام الحالي للموارد والمحفزّات مُجزّأ إلى حدّ كبیر، تستطیع مؤسسة ھیفولوشن الخیریة تحسین ھذا المسار وتسریعه بشكلٍ كامل من خلال ھیئة واحدة ذات نطاق عالمي.

بصفتھا جھة مانحة، ستقدّم المؤسسة المنح لمعالجة الثغرات القائمة على صعید المعرفة، مع التركیز على تحسین مسار تطویر العلاجات حیث سنركّز كعلماء، على العناصر التي تساھم في تقدّم ھذا المجال. إذ سیساھم تمویلنا في تعزیز الاستثمار العالمي في أبحاث الشیخوخة بنسبة تصل إلى 25%، وسنوفر منصة نبني علیھا بیئة أعمال للقطاع سنساعد في تمویله، للمساھمة في خلق تعاون عالمي في مجال علوم الشیخوخة.

تتطلّع مؤسسة ھیفولوشن الخیریة، بصفتھا جھة استثماریة، إلى توظیف رأس المال بطرق ذكیة وعالیة التكامل، لمساعدة الآخرین على طرح الاختراعات في الأسواق بنجاح. كما نستطیع الاستفادة من التقاریر التحلیلیة التي حصلنا علیھا، لتحدید الفرص المحتملة بین متلقّي المنح، ولاسیما على صعید مِنح العلوم التطبیقیة والأساسیة، بالإضافة إلى تقییم الأھداف المُحتملة بناءً على فھمنا العمیق لأحدث العلوم المرتبطة بالشیخوخة.

ستتمحور استثماراتنا حول تطویر علاجات جدیدة تستھدف إطالة العمر، أو إعادة استخدام العلاجات الموجودة في السوق، أو قید التطویر التي لم تنجح في تحقیق النتائج المُتوقّعة خلال المراحل ما قبل السریریة أو السریریة بناءً على استعمالاتھا الأولیة.

تُقدّم مؤسسة ھیفولوشن الخیریة موارد إضافیة لدراسة علوم الشیخوخة وآثارھا، وإطالة العمر الصّحي للإنسان. كما تُساھم أیضاً في تعزیز الابتكار لتحقیق التقدّم المطلوب على صعید المعرفة وتحفیز المشاركة في كل مرحلة من ھذا المسار وتسریع وتیرته بشكلٍ كبیر.

والنقطة الأخیرة والأھمّ ھي جرأتنا على طرح الأسئلة التي تتحدّى الافتراضات والتفكیر التقلیدي فیما یخصّ طبیعة الشیخوخة وحتمیّتھا.